يملك العسل خصائص يستطيع من خلالها مقاومة
الجراثيم، كما أظهر فعالية ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي
طورت أجهزتها المناعية لمقاومة المضادات، مما جعل مقاومتها بالأدوية
العادية أمراً صعباً.
ولطالما كان العسل في القديم والحديث يستخدم
علاجاً طبياً للكثير من الأمراض، في مختلف البلدان والحضارات القديمة، لكن
هذه الدراسة قد تكون نقطة تحول جديدة في الاستخدامات الطبية للعسل.
وفي
دراسة حديثة أجرتها جامعة سدني الاسترالية، ونشرتها شبكة «سي إن
إن» تقول دي كارتر الأستاذ المشارك في كلية العلوم البيولوجية
والميكروبية الجرثومية في جامعة سدني: «بين لنا البحث الذي أجريناه،
أن العسل يمكن أن يحل محل الكثير من المضادات الحيوية المستخدمة في معالجة
الجروح كالمراهم والكريمات المختلفة، كما ان استخدام العسل كوسيلة مساعدة
للعلاج سيزيد من عمر المضادات الحيوية».
وتضيف: «أكثر
أنواع البكتيريا التي تسبب الالتهابات في المستشفيات باتت قادرة على
مقاومة نوع واحد على الأقل من المضادات الحيوية، وهذا يتطلب إنتاج أنواع
جديدة من هذه المضادات لتكون قادرة على القضاء على البكتيريا المسببة
للأمراض».
ويعتبر العسل من أكثر المواد تعقيداً في تركيبته، إذ
يحتوي على ما يقارب الـ 800 مركب، وهذا التعقيد يجعل من الصعب على العلماء
أن يدركوا تماماً الآلية التي يقوم من خلالها بمقاومة البكتيريا وقتلها.
ومن
بين أشهر أنواع العسل التي تقاوم البكتيريا، نوع يسمى Manuka وهي تسمية
نسبة إلى نوع النبتة التي يلجأ النحل لرحيقها لصنع العسل، وتسمى النبتة
Manuka bush وهي من عائلة نباتية تسمى Leptospermum وهي نبتة تنمو بشكل
طبيعي في نيوزيلندا. وأعلنت شركة طبية استرالية مؤخراً إنتاجها لأفضل
انواع العسل المضادة للبكتيريا، وهو عسل منتج من نباتات تسمى jellybush
وهي نبتة تنتمي لعائلة manuka نفسها.
الدكتورة روز كوبر، من كلية
العلوم الصحية في جامعة ويلز، ألفت كتاباً بعنوان «العسل في مواجهة
الجروح»، قالت لـ CNN: هناك العديد من المكونات التي تساهم في إعطاء
العسل الميزات العلاجية، ارتفاع السكر، وقلة نسبة المياه، والحموضة
المنخفضة كلها عوامل مساعدة.